فبراير 9, 2024 syr data

سوريون ضحايا سوريون ضحايا شبكات تهريب في تركيا

حسام جبلاوي

وقع كثير من اللاجئين السوريين في تركيا خلال الفترة الأخيرة ضحايا عمليات نصب على يد “سماسرة” ومافيات، خلال محاولتهم السفر إلى خارج البلاد، لاسيما مع زيادة التضييق الأمني وعمليات الترحيل.

الشاب محمد جركس (26 عاما) أحد ضحايا هذه الشبكات خسر قبل أيام قليلة فقط ثلاثة آلاف دولار أميركي وسجن لأكثر من عشرين يوما، كما سحبت منه بطاقة الحماية المؤقتة مؤقتا لإجباره على البصم أسبوعيا في ولايته.

اتفق “جركس” بحسب ما يروي لموقع “صدى الشام” مع شاب كان يظهر في بث مباشر على موقع “تيك توك”، وكان يروج لرحلة جماعية تتكون من 10 أشخاص.

ويضيف: “حادثته وأضافني إلى مجموعة على تطبيق واتس آب واتفقنا على الاجتماع في مكان محدد، ما أغراني هو التكلفة المنخفضة التي تناسب قدراتي، وأن المال سيدفع على مراحل أحدها بعد تجاوز حدود اليونان، لكن ما حصل كان مفاجئا، نقلنا جميعا إلى منزل مهجور بمنطقة نائية قرب إزمير، واحتجزنا لثلاثة أيام بحجة الانتظار لوقت مناسب، وبعدها دخل علينا مهربون آخرون وسرقوا جميع نقودنا، وهواتفنا، ثم غادروا. علمنا حينها أننا وقعنا ضحية مافيات، وزادت مصيبتنا عندما قبض علينا من طرف الشرطة خلال عودتنا إلى الكراج.

ورغم انتشار أساليب الاحتيال منذ سنوات طويلة إلا أن زيادة أعداد السوريين الراغبين بالسفر ومغادرة تركيا خلال الأشهر الأخيرة أدى لتنوع أساليب النصب مثل حال الشاب حسام خطيب وهو نازح سوري من ريف حماة يقيم في ولاية إسطنبول، حيث فقد الشاب مع عدد آخر من طالبي اللجوء الأموال التي أودعوها في مكتب تأمين أغلق صاحبه أبوابه فجأة دون مقدمات.

يقول خطيب في حديث لموقع “صدى الشام” إنهم فشلوا في اجتياز حدود بلغاريا أكثر من مرة، رغم وعود المهرب بطريق “مضمون”، وألقي القبض عليه مع شبان آخرين من قبل الجندرما التركية لكن المفاجئة بحسب قوله هو أنهم لم يجدوا صاحب مكتب التأمين الذي اتفق معه مع المهرب لضمان المال. موضحا أن حالته مشابهة لسبعة أشخاص آخرين كانوا برفقته والمبلغ يجاوز 20 ألف يورو.

قصة ناصر شيخ يوسف مختلفة في تفاصيلها عن سابقتيها لكن النتائج ذاتها. حيث عرض أحد الأشخاص على ناصر اللاجئ السوري الذي نجا من الزلزال تأمين فيزا لجوء إلى كندا عن طريق مكتب سياحي، وأكد السمسار لأبو أيهم أن النتائج مضمونة لأنهم ناجون من الزلزال وهناك تسهيلات كبيرة.

ويضيف الرجل الأربعيني في حديث لموقع “صدى الشام”:” كنت حذرا في البداية سمعت كثيرا عن أساليب النصب، لكن كارثة الزلزال والوضع المأساوي الذي وصلت إليه مع عائلتي دفعني للمخاطرة، وكلام السمسار كان مقنعا وبالفعل جهزت أوراقي ودفعت 2200 دولار (تكاليف 4 أشخاص) قيل لي بأنها أجور استخراج الفيز وباقي الأوراق لكن للأسف بعد مدة وجيزة من إرسال المبلغ كان الرقم خارج التغطية وعلمت بأنني تعرضت للخديعة”.

أسباب تدفع السوريين للهجرة:

وأظهرت أحدث بيانات نشرتها رئاسة الهجرة التركية شهر تشرين الأول/ أكتوبر الفائت انخفاض عدد اللاجئين السوريين منذ بداية 2023، بمقدار 247 الفاً و143 شخصاً، ووفق الإحصائية الجديدة، بلغ عدد اللاجئين السوريين المسجلين في تركيا بلغ 3 ملايين و288 و755 شخصاً، وهو الأدنى منذ 7 سنوات.

بالمقابل ارتفعت أعداد طالبي اللجوء في ألمانيا وفي صدارتهم السوريون هذا العام لأعلى معدل منذ عام 2016، وبلغت 267,384 طلب لجوء أولي 71 ألف طلب قدمها سوريون.

ويرى المحامي السوري نزار يحيى المقيم في تركيا أن جملة من الأسباب دفعت لزيادة أعداد السوريين الراغبين بالهجرة من تركيا أبرزها عمليات الترحيل القسرية، وملاحقة العمال السوريين غير النظاميين، والتضييق عليهم لاسيما في إسطنبول، فضلا عن تأثير الانتخابات الرئاسية قبل أشهر وما رافقها من تحريض كبير على اللاجئين السوريين وتنامي للتصرفات العنصرية والشعور بعدم الاستقرار بالنسبة للاجئين.

وأشار يحيى في حديثه الخاص لموقع “صدى الشام” إلى أن تبعات الزلزال كانت قاسية، وأعادت قسما كبيرا من السوريين المتواجدين في منطقة الزلزال لنقطة الصفر ما جعلهم يقررون الهجرة وبداية حياة جديدة.

وحول الطرق القانونية التي تمكن اللاجئ السوري من استعادة حقوقه في حال تعرض للنصب خلال محاولته الهجرة أوضح المحامي نزار يحيى أن الأمر يقتصر على تقديم شكوى في المخافر.

واستدرك بالقول:” المشكلة أن معظم الراغبين بالهجرة يتعاملون مع مافيات ومهربين غير معروفين وأرقاهم غير حقيقية، كما أن أسماءهم مزيفة وبالتالي يصعب ملاحقتهم كما أن أغلبية اللاجئين يفضلون عدم الشكوى في مثل هذه الحالات خوفا من تعرضهم أيضا للمسائلة والمشاكل القانونية.

وفي تقرير صدر عن الوكالة الأوروبية لحرس الحدود والسواحل” (فرونتكس)، في شهر أيلول/ سبتمبر الفائت يأتي السوريون في مقدمة طالبي اللجوء الذين يحاولون العبور بطرق غير نظامية إلى دول الاتحاد الأوروبي، من غرب البلقان وشرق البحر الأبيض المتوسط، وثانياً من الحدود الأوروبية الشرقية، وثالثاً عبر طريق غرب المتوسط، خلال الأشهر الثمانية الأولى من العام الحالي.

وأكد التقرير ارتفاع عدد عمليات المعابر الحدودية غير النظامية على الحدود الخارجية للاتحاد الأوروبي بنسبة (+18%) في الأشهر الثمانية الأولى من عام 2023 إلى أكثر من 232350، وهو أعلى إجمالي للفترة من يناير إلى أغسطس منذ عام.

وأعلن المكتب الاتحادي للهجرة واللاجئين (Bamf) أن 10,678 سوريا قدم طلبًا أوليًا للجوء بألمانيا في شهر تشرين الأول/ أكتوبر الفائت.

 

“تم إنتاج هذه المادة الصحفية بدعم من “JHR”صحفيون من أجل حقوق الإنسان”

اكتشاف المزيد من بيانات سورية

اشترك الآن للاستمرار في القراءة والحصول على حق الوصول إلى الأرشيف الكامل.

Continue reading