تعديل الشهادات في تركيا
توضيحاً لعملية التعديل يقول المستشار التعليمي في تركيا علي نبهان لـ موقع تلفزيون سوريا، إن عملية معادلة الشهادة في تركيا أو كما تسمى باللغة التركية “Denklik” تتم في مؤسسة التعليم العالي التركية في أنقرة.
ويضيف أن الهدف منها هو التأكّد من صحة الشهادة الجامعية من البلد المصدر، حيث تقوم مؤسسة التعليم العاليبالتواصل مع الجامعة المعنية، والتأكد من صحة الشهادة والمعدّل المسجل عليها، وبعد ثبوت صحتها يخضع المتقدم للتعديل لامتحان شامل باختصاصه، وعلى موجبه يُعطى ورقة المعادلة المسماة بـ”دينكليك”.
وبحسب نبهان فإنّ امتحان التعديل يُقام مرتين في السنة بالعاصمة أنقرة لكل الأقسام والفروع الجامعية تقريباً، ويشير إلى أن مجلس التعليم العالي في أنقرة لا يقبل تعديل شهادات المعاهد التي مدة دراستها سنتان.
الجنسية والشهادة التركيتان معاً.. ميزة تنافسية للسوريين في سوق العمل
في ظل غياب الجنسية التركية والشهادة المعدلة وما يرافقهما من محدودية في فرص العمل وانعدامها أحياناً، يعتبر السوريون المجنسون في تركيا وخريجو جامعاتها أكثر طلباً في سوق العمل، فمع شهاداتهم المعترف بها في تركيا لم يواجه السوريون من خريجي الجامعات التركية مشكلة التعديل بل إن دراستهم في الجامعات التركية كانت سبباً لحصول الكثيرين منهم على الجنسية التركية فاكتسبوا تكوينة خاصة تجمع النطق بالعربية والجنسية التركية والشهادة المعترف بها، ما فتح لهم آفاقاً ومنحهم ميزة تنافسية عن غيرهم.
وتؤكد على ذلك بديعة (27 عاماً) طبيبة الأسنان التي درست وتخرجت من جامعة غازي عنتاب، إذ تقول لموقع تلفزيون سوريا إنها تعتقد بأن قيدها في الجامعة هو السبب الرئيسي لحصولها على الجنسية التركية الاستثنائية، خاصة أنها تلقت دعوة التقدم للتجنيس تزامناً مع دعوة زملائها في الجامعة.
وعن المزايا التنافسية لحملة الشهادات التركية والجنسية التركية من أطباء الأسنان السوريين توضح بديعة أن وجود أعداد كبيرة من السوريين في تركيا يخلق الطلب على الخدمات الصحية من قبل السوريين وغالباً ما يفضل المرضى أن يكون مقدم الرعاية الصحية من متحدثي اللغة العربية لسهولة التواصل، كما أن وجودها كطبيبة أسنان ناطقة باللغة العربية في عيادة مرخصة باسمها وعلنية، فضلاً عن فوائده التسويقية يزيد ثقة المرضى بها ويساعد في الإقبال عليها على حد قولها.
جاء في بيان صادر عن وزارة التربية الوطنية التركية، حزيران 2021، أن عدد الطلاب السوريين الذين يدرسون في الجامعات خلال العام الدراسي 2021-2022 بلغ 48192 طالباً، ورغم غياب تصريحات رسمية تؤكد ذلك يحظى طلاب الجامعات بفرص أعلى للتجنيس فغالباً ما يتلقون رسائل الدعوة لتقديم ملفاتهم بعد التسجيل في الجامعة.
مهن محصورة بالأتراك غير معلنة
حتى مع عموم الحالة لا يشترط أن يتلقى جميع الطلاب السوريين من رواد الجامعات التركية دعوة للتجنيس، فـ جود (20) عاماً ارتادت معهد الترميم المعماري التابع لجامعة سلجوق في قونيا وتخرجت منه دون الحصول على الجنسية.
وعلى الرغم من أن تخصصها لا يندرج ضمن قائمة التخصصات المحصورة بأصحاب الجنسية التركية إلا أنه ينحصر بالمجنسين فقط بشكل غير مباشر، فتقول جود في حديثها لموقع تلفزيون سوريا إن هذه المشكلة توضحت لها عندما كانت تسعى للتدريب العملي قبل التخرج فكانت ترفض مباشرة في بعض مؤسسات القطاع الخاص وترفض في بعضها الآخر بعد جوابها بالنفي على سؤال “هل تحملين الجنسية التركية”، وبعد فقد الأمل من مؤسسات القطاع الخاص حاولت جود التقدم في البلدية وباءت محاولتها في الفشل على الرغم من قبول حاملي الجنسية التركية مباشرة على حد قولها.
في حوار له مع تلفزيون سوريا يوضح المحامي سليمان كورت نائب رئيس جمعية حقوق اللاجئين الدوليين بأن حصر بعض المهن بالمواطنين الأتراك هو إجراء مطبق، منذ عام 1970، وهو معنى بجميع الأجانب وليس السوريين فقط، ويتم تنظيم هذه المهن من خلال “القانون رقم 2007” بشأن المهن والخدمات المخصصة للمواطنين الأتراك في تركيا.
ويقول كورت إنه بينما يحصر هذا القانون مجموعات مهنية محدودة بالأتراك، تبقى المهن الأخرى حرة ولا تخضع لأية قيود.
حق العمل هو حق أساسي من حقوق الانسان تشير إليه المادة 23 من الإعلان العالمي لحقوق الإنسان، ووفقاً لهذه المادة “لكل شخص الحق في العمل، وفي حرِّية اختيار عمله، وفي شروط عمل عادلة ومُرضية، وفي الحماية من البطالة”، تقييد هذا الحق بأمور خارج سيطرة الراغبين في العمل تحرم الكفاءات وتجمدها وتجعل السوريين عرضة للبطالة الإلزامية.
مزنة عكيدي – تلفزيون سوريا
تم إنتاج هذه المادة الصحفية بدعم من “JHR” صحفيون من أجل حقوق الإنسان.